خاض الفنان قيس سلمان درب مختلف عن مسار معاصريه والفنانين السابقين، حيث عُرفت أعماله الفنيّة باعتمادها أحاديّة اللون والتعبيرية التجريدية، مذاقها الساخر يقوّض نزعة تسويّة أفكار الجشع والنرجسية والتطرف الإيديولوجي بالشيء الطبيعي والتي سرعان ما أصبحت سمة تُحدّد ملامح عصرنا. كونه واحد من أبرز الرسامين التعبيريين في سوريا، ساهم سلمان في ترسيخ تقليد فني يمتد لعقود من الزمن لا يزال بمثابة متنفس قوي للنقد الاجتماعي، وهو يُعرف بأنه أحد أكثر الرسامين إنجازًا في العالم العربي باعتباره من مريدي المدرسة الشكلية.
منذ بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سعى سلمان في أعماله إلى تجسيد العنف النفسي الذي يحدث عندما يصبح الإفراط عقلانيًا ومقبولًا لدى المجتمعات، وفي سعيه لمواجهة وتمثيل مظاهر الفساد الاجتماعي والثقافي، يكشف سلمان عن عالم من القبح والخساسة من خلال صور قصدت مبالغة تزيد من تفاقمها ضربات الفرشاة وأشكال التجميل، فالفساد السياسي، والإرهاب، والنزعة الاستهلاكية، وجراحات التجميل، والتعصب الديني، والإمبريالية، والتلصص في العصر الرقمي كلها موضوعات تتربع فضاء أعمال سلمان الكرنفالية.
ولد سلمان في طرطوس عام 1976، ويعيش ويعمل في سوريا، حصل على بكالوريوس الآداب من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 2002، وتدرّب مع رسامين بارزين مثل صفوان دحول. لوحات سلمان مُدرجة ضمن مقتنيات في أنحاء الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وأوروبا، وظهر الفنان في جريدة نيويورك تايمز وول ستريت جورنال، من بين مطبوعات عالمية أخرى، وأدرج اسمه للمرة الثانية في مجلة أريبيان بزنس ضمن أقوى 100 شخصية عربية تحت سن الأربعين في عام 2016.
تشمل معارض سلمان الفردية والجماعية "أيام جاليري" ببيروت (2012، 2014، 2015، 2018)، و"أيام جاليري" بالقوز في دبي (2010، 2011، 2014، 2017)، وبينالي الإسكندرية (2014)، و"أيام جاليري" بمركز دبي المالي العالمي في دبي (2010، 2014)، ومتحف دمشق للفن الحديث (2009)، ومعرض ذا بارك أفينيو أرموري بنيويورك (2008)، ومهرجان قرطاج لفناني ساحل البحر المتوسط بتونس (2005).