أحدث المنشورات

أجسام من الفضاءات العتبيّة

تأملات ليمينالية في "الستائر" (2014) للمصوّرة الفوتوغرافية لمياء قرقاش و"رسالة إلى الذات في المستقبل" (2016) للفنان التشكيلي ناصر نصر الله. تنشأ كلمة "ليمينال" أو عتبي حدّي من الاسمين اللاتينيين "liminis" (أو "limen") بمعنى العتبة و"transire" بمعنى العبور إلى الجانب الآخر، حيث يؤكد الشطر الأول من الكلمة - أي "trans" - على الـ" ما وراء". استُخدمت كلمة "Liminality" أي العتبية أو الحدية لأول مرة من قبل عالمي الأنثروبولوجيا أرنولد فان جينيب ولاحقًا فيكتور تورنر خلال القرن العشرين لوصف المراحل المختلفة والأدوار الاجتماعية لطقوس العبور (مثل مراسم الزواج أو بلوغ سن الرشد). وتكمن مساهمة فان جينيب وتيرنر فيما يتعلق بمفهوم "Liminality" أو العتبيّة والحدية في تأكيدهما على أهمية احتضان الحالة الوسطية أو الغامضة أو المشوشة، حيث أشارا إلى أن هذه اللحظات الانتقالية ضرورية بالنسبة لنا للمضي قدمًا لأنها تؤثر على هويتنا. وهي آراء كان لها تأثير كبير فيما بعد على النظرية الثقافية المعاصرة، مثل نظرية ما بعد الاستعمار التي أشار إليها هومي بابا في عمله المهم بعنوان "موقع الثقافة" الذي نُشر أول مرة في عام 1994، حيث يُعرّف الـ"ليمينال" بأنه "فضاء ثالث خاص باللفظ"، مساحة انتقالية تعمل كوسيط وتتصف بعدم اليقين والتهجين وإمكانية التغيير الثقافي. ويتم المرور بتجربة العتبية الثقافية، "Cultural liminality"، على سبيل المثال، عندما يجد الفرد نفسه بين ثقافتين بعد خوض رحلة عدم الاستقرار أو النزوح، مثل المهاجر الذي يعاني من الشتات في ثقافة جديدة بعد اضطراره إلى مغادرة مسكنه الذي أُخرج منه بالقوة.

الصحراء الخلابة

عندما ننظر إلى اللوحات التاريخية التي تُصوّر المناظر الطبيعية من صحاري وأشجار النخيل والجِمال والخيام الكبيرة، فإننا، لأسباب مفهومة، نستحضر في ذاكرتنا مشاهد ترتبط بالاستشراق، هذا الأسلوب الفني الذي انبثق من ولع الأوروبيين بالثقافات والأماكن المختلفة والبعيدة عنهم – لا سيما تلك الواقعة إلى شرق أوروبا (بما في ذلك الأجزاء الشمالية من أفريقيا) – وعمد في كثير من الأحيان إلى تبسيط هذه الأماكن وصهرها معًا لتشكّل كتلة واحدة متخيّلة سُميّت "الشرق". من ناحية أخرى، فإن لوحة عبد القادر الرسام بعنوان "مشهد من البادية/بغداد" تدفع بالمشاهد إلى تفسير مشهد طبيعي من الشرق الأوسط يلتزم في تصويره بأسس فن رسم المشاهد الطبيعية الأوروبي، لكنه لم يُرسم للمشاهد الأوروبي ولا يصور "الشرق" من منظور غرائبي.

الحروفيّة المستوحاة من حروف اللغة العربية.

مقابلة مع سارة المهيري

بينالي دبي للخط

فن الخط أو "كاليجرافي" – وهي كلمة مستقاة من اللغة اليونانية وتعني الكتابة الجميلة - هو شكل يرتقي باللغة المكتوبة إلى تجربة جمالية، إلّا أنّه يُعد أكثر من مجرد وسيط فني يسر العين، حيث إن فن الخط هو أسلوب يُعبّر الناس من خلاله عن الانسجام، كونه بمثابة "بيان عن حصيلة ونتاج تراثهم الثقافي والتاريخي" . من هذا المنطلق، يُعدّ "بينالي دبي للخط" منصة تجمع بين إرث فنون الخط من الثقافات والحضارات المختلفة. يضع هذا الحدث فن الخط في سياقه كوعاء للتاريخ، وتُمثّل المعارض متعددة اللغات "فرصة للتبادل الثقافي والتفاهم" .

فنانو الفلبين في الشتات - أبرز أعمال الفنانين الفلبينيين في مجموعة "مقتنيات دبي"

ما معنى أن تكون فنانًا في الشتات أو من الشتات الفلبيني؟ إن العيش في الشتات الفلبيني يعني في كثير من الأحيان البحث عن الجذور والتجذّر؛ إنه التساؤل باستمرار عن هويتك وارتباطها بوطنك الأم (أو إذا كان ينبغي ذلك)؛ إنه الشعور بحنين مستمر، رغبة أبدية بالتمسك بشيء ما، أي شيء، يمد حبال وصل تبقيك مرتبطًا بالمكان الذي أتيت منه.

هالة خياط في حوار مع الفنان التشكيلي الإماراتي عبد القادر الريس

نجاح الإنسان لا يقاس بالزمان، بل بالإنجازات التي حققها، وهذا هو حال الفنان التشكيلي الإماراتي الذي يعيش في دبي عبد القادر الريس، الذي أصر على دعم المشهد الفني في الإمارات دعم مستمر، واليوم هو بصدد بناء مرسم يهدف إلى استضافة عدد من الفنانين الإماراتيين الشباب الذين يود توجيههم. حصل الريس على العديد من جوائز العربية والعالمية التي جمعها خلال خمسة عقود من العمل المتواصل الدؤوب، وأصبح اليوم من أشهر وأبرز الفنانين التشكيلين في دولة الإمارات، متفردًا بعمله الريادي في خلق الهوية الإماراتية البصرية. بأسلوبه الفريد المستوحى من المشاهد الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط والهندسة المعمارية في الصحراء العربية، يصنع الريس أعمالًا فنيّة تُعرّفها عناصر الضوء والخفة والسرعة.

من أجل العشق أم المال: فن جمع المقتنيات

" اِشْتَرِ ما تُحب". غالبًا ما يُشكّل هذا الشعار أول نصيحة تُقدّم لأي شخص يُعرب عن رغبته في شراء عمل فني، وعادةً ما تتبعه مقولة أخرى تسبب نفس القدر من الحيرة: "لا تشتري الأعمال الفنية سعيًا لكسب المال"، لكن ما مدى سهولة تحقيق ذلك بشكل صحيح وأن يُفهم حقًا معنى عبارة "يجب أن يُعبّر العمل الفني عما يُهمك"؟ لا توجد معايير أو مؤهلات محددة مطلوبة لكي تصبح جامعًا للأعمال الفنية أو راعيًا للفنون، ولا يتطلب الأمر الحصول على مؤهل جيّد من جامعة مرموقة أو إتمام دورة تأسيسية ما في إحدى كليات الفنون، كما أن المراجع القوية أو الأدلة على زيارة المتاحف الرائدة حول العالم ليست شرطًا أساسيًا، وإن كانت هذه الأمور جميعها تعتبر مفيدة. بل وليس من الضروري أن تُعلن عن وضعك المالي، بيد أن دور المزادات والمعارض الفعالة ستعمد إلى إجراء البحث اللازم. من نواحٍ كثيرة، يُتيح هذا الوضع القيام بدور هو الأكثر تحررًا والأكثر أهميّة في عالم الفن، لا سيما في سوق جديد مثل المشهد الفني الذي بدأ يظهر في دبي خلال العقدين الماضيين.

رسم اللاشيء: مقدّمة في الفن التجريدي في الشرق الأوسط.

ستخبرك كتب تاريخ الفن الغربي التقليدي أنه في حوالي عام 1910 "اخترع" الفنان الروسي فاسيلي كاندينسكي الفن التجريدي، هذا التصوير الفني الذي ينأى بنفسه عن التمثيل، مع التركيز بدلاً من ذلك على عناصر الشكل واللون والخط والدرجة والقوام. وكما هو الحال مع الكثير من شرائع ومعايير تاريخ الفن، بدأت خيوط هذه الرواية تنحل رُويدًا وتكشفت فصول عن جوانب أقل شهرة من تاريخ التجريدية، مثل الإسهامات التي قُدّمت من قبل عدد من الفنانات – فعلى سبيل المثال، رسمت الفنانة السويدية هيلما أف كلينت أولى أعمالها التجريدية في عام 1906 – إلى جانب التطورات الفنية التي حدثت في أماكن أخرى من العالم بعيدًا عن الغرب.

تصوّر مؤسسة جديدة لجمع المقتنيات الفنيّة في القرن الحادي والعشرين متحف بيروت للفن، لبنان

ما هي الهيئة التي يجب أن يبدو عليها متحف القرن الحادي والعشرين من الداخل؟ تم تعييني أنا والزميلة جوليانا خلف مؤخرًا في منصب مدير مشارك بمتحف بيروت للفنون، مما كان لنا بمثابة تفويض مُطلق لإعادة تشكيل هذا المفهوم، وهكذا فرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر في عالم الفن. المتحف المُقرر افتتاحه في عام 2026 ليكون الأول من نوعه في لبنان يعدُ بعرض مجموعة ثمينة من مقتنيات وزارة الثقافة اللبنانية الفنية للمرة الأولى، إلى جانب التركيز على الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الأوسط.

موضوع: "مقتنيات دبي"

إن أفضل نماذج الفن هي تلك التي تخلق حوارًا، ولطالما كان التوازن بين النشاط التجاري والتعليمي من نقاط القوة التي ميّزت برنامج "آرت دبي". وهكذا هو الحال غالبًا بالنسبة للأسواق الناشئة في ظل غياب نماذج مؤسسية راسخة، فهناك الكثير مما لم يُقال بعد، أصواتا جديدة تحتاج إلى أذن صاغية، واتجاهات وحركات وأساليب وتأثيرات تنتظر استكشافها والتعرف عليها. ولهذا السبب يواصل معرض "آرت دبي" التزامه بغرس ثقافة الاستكشاف ودوره في تحفيز وتشجيع الممارسات الفنية والأيدولوجيات الإبداعية المحلية والإقليمية والعالمية. ومما لا شك فيه، يُعتبر المعرض حلقة وصل تجمع – للمرة الأولى في كثير من الأحيان— بين رواد عالم الفن والفنانين من شتى بقاع الأرض ومراكز الفن المتنوعة، ليستمروا في بناء علاقات وشراكات مؤثرة. لقرابة عقدين، قدّم معرض "آرت دبي" نموذجًا فريدًا، فهو يوفر مساحة للتفاعل بين قيمي المعارض التجارية وجامعي الأعمال الفنية ومديري المؤسسات؛ مكان يأنس إليه الفنانون والقيمون الفنيون. ولم يقتصر برنامج "آرت دبي" يومًا على أيام معدودة في شهر مارس بل يمتد أثره طوال العام وحول العالم.

العراق الحديث: مجموعة الرؤية الجديدة

شهد العراق في القرن العشرين ازدهار فيضًا من المجموعات الفنّية، فبعد تأسيس دولة العراق في أعقاب الحرب العالمية الأولى واستقلالها عن بريطانيا عام 1932، عجّت البلاد بروح التحرير لتشهد فجر عصر جديد أصبحت فيه القومية الرؤية الغالبة على الرغم من تباين الطرق التي تصوّر بها الفنانون العراقيون فكرة "الأمة" تباينًا كبيرًا. على مدار الخمسين عامًا التي أعقبت هذه الأحداث، والتي شهدت تذبذب العراق بين الحرب والسلم، أقبل الفنانون بِنهمٍ على تجريب صيغ جديدة من التعبير، كما انتشرت المجموعات الفنّية التي تتبنى مواقف ومبادئ تُحدّد هوية المنتمين إليها، وتفاوتت فيما بينها بشكل كبير من حيث استمراريتها وعضويتها، وفي كثير من الأحيان كان الفنانون ينتسبون إلى أكثر من مجموعة أو ينتهي بهم الأمر بالانفصال وإنشاء مجموعتهم بأنفسهم. شملت المجموعات الفنية البارزة في عراق القرن العشرين مجموعة الرواد (من ثلاثينيات إلى سبعينيات القرن الماضي) وجماعة بغداد للفن الحديث (1951-1960) والمجددين (1965-1969). يناقش هذا المقال "مجموعة الرؤية الجديدة" (1969-1972) والفنانين الأعضاء بالمجموعة وإرثها.

مقتنيات دبي تعلن ضم 279 عملًا فنيًا إلى المبادرة بمشاركة عشرين من رعاة الفن الجدد والتي تشمل 88 عملًا من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

يضم المتحف الرقمي لمبادرة "مقتنيات دبي" الآن 413 عملًا فنيًا يشمل الإضافات الجديدة. تشمل المقتنيات التي أُعلن عنها أعمالًا فنية حديثة ومعاصرة لثمانية وستين فنانًا من فناني المنطقة المشاركين حديثًا في المبادرة.

نبذة عن الفنان

ميساك تيرزيان حوار مع هالة خياط

نبذة عن فنان: مها الملوح

تتناول إبداعات الفنانة مها الملوح قضايا عالمية مهمة مثل النزعة الاستهلاكية، والذاكرة، والجندرية، والتغيرات الاجتماعية السريعة، وفي الوقت ذاته، تتجذر أعمالها بقوة في الثقافة والتاريخ السعودي. وعلى الرغم من كونها فنانة من الطراز العالمي، إلا أنها قالت إن بلدها هو مصدر الإلهام الأساسي لعملها . أعمال الملوح تثير الدهشة، كحال جميع الأعمال الفنية الراقية، وتجبرنا على إمعان النظر في العمل والتواصل معه بطرق ربما لم تكن ممكنة من قبل. وظّفت أعمالها الفنيّة مجموعة من الوسائط المختلفة، لكن ربما أكثر ما اشتهرت به هو طمس الحدود المُميزة بين المساحات ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد.

نبذة عن فنان: منال الضويان

تتناول منال الضويان قضايا الهوية والثقافة والجندرية في إبداعاتها الفنيّة، حيث عُرفت بأعمالها التي تبحث في الوضع القانوني والاجتماعي للمرأة السعودية، إلا أنها انتقلت في الفترة الأخيرة إلى التركيز على روايات التاريخ السعودي.

آدم حنين

أحب آدم حنين مراقبة الطيور المُحلّقة، قائلًا إن انسيابية حركاتها المتناغمة مع الطبيعة تنقله إلى عالم آخر . هذه الكياسة واللياقة التي تتسم بها حركة طيران الطير هي أفضل تعبير يُمثّل الخطوط البسيطة والمساحات الملساء التي اتسمت بها ممارسات حنين النحتيّة وأعماله التي صاغ وشكّل تفاصيلها بلمسات متأنية تتحرك رويدًا على أوتار جماليات الحداثة المجردة، صانعًا من المواد الصلبة إيقاعات شعرية تُحرك مشاعر المشاهدين وتستدعي استجابتهم.

إنجي أفلاطون

في زمن التجديد ما بعد الاستعمار، أنجبت مصر بعضًا من النساء الأكثر ريادة في العالم العربي في القرن العشرين؛ مما ترك بصمة على الفن، والمجتمع، وحقوق المرأة والسياسة، ومنهن هدى شعراوي، وأم كلثوم، ودرية شفيق، ونوال السعداوي، ثم جاءت إنجي أفلاطون.

رنا بيجوم

"ذات طبيعة حربائيّة". هذا هو أفضل وصف لأعمال رنا بيجوم، إذ إنّه يستحضر صور تلك الزواحف المُميّزة التي تتمتع بالقدرة على تغيير لونها لتُطابق بيئتها ومحيطها، وهذا تحديدًا ما تفعله غالبية أعمال بيجوم النحتية في تجاوبها مع الفضاء الذي تسكنه. بتكوينات لونية زاهية وتوظيف ذكي للأشكال الهندسية، تُحقق التركيبات الفنيّة التي تصنعها بيجوم توافقًا مع جماليات الموقع المُختار، لكنها تبقى في الوقت ذاته بارزة ومُميّزة تستدعي تفاعل المُتلقي فتفاجئه متلاعبةً بمنظوره. ولو تصورنا الفنانة كحرباء، لوجدناها تتكيف بأريحية مع محيطها الحضري، تستنبط الدلالات وتنهل الإلهام من المواد الصناعية ومناظر المدينة وآفاقها بأشكالها الهندسية وتكويناتها المتعرجة. على الرغم من أن إبداعات بيجوم الفنيّة لا تكون دائمًا بمثل هذه المقاييس الكبيرة، إلّا أنّ ممارساتها مُرصعة بعناصر الفن المعماري والهندسة، وقد أصبحت أعمالها الفنية في السنوات الأخيرة تعتمد بشكل شبه مستمر على الألوان الزاهية.

حسن شريف

لا يُمكن التهوين من تأثير الفنان التشكيلي حسن شريف على مشهد الفن المعاصر في الإمارات، وعلى الرغم من أن أعماله وظّفت خامات من المواد الأولية المُتاحة في الحياة العادية، إلّا إنّ لغته البصرية أسرت الأمة ومن ثم العالم بأكمله، حيث اعتنق أساليب كانت تُهمّش في البداية لخروجها عن المألوف، واتبع مسارًا مكّنه من شق طريق اقتدى به العديد في نهاية المطاف.

شانت أفيديسيان

قبل خمس سنوات، تُوفّي شانت أفيديسيان، وهو أحد الفنانين التجريبيين في مصر، عن عمر يناهز 66 عامًا، وتميّز برسوماته الملونة التي يسهل على مُحبي الفن في الشرق الأوسط التعرف عليها. أفيديسيان، المولود في القاهرة في خمسينيات القرن الماضي لعائلة أرمنية نازحة، قدّم أعمال بأسلوب الأستنسل صوّرت أفضل وألمع نجوم السينما والموسيقى في مصر في القرن العشرين. ظهرت في أعماله شخصيات من سياسيين ونشطاء ورياضيين وعمّال. بطريقة ما، يقدّم نتاجه الفني صورة للأمة، وربما احتفالًا بها.

كمال بُلاّطه

أعمال كمال بلاطه تقف على شطري الفجوة التي تتسع أحيانًا بين الفكر الرياضي الدقيق وعدم الدقّة المراوغة التي تتصف بها الجمالية التجريدية. منذ البداية، جَمَع بلاطه بين اهتمامه بالأيقونات الدينية، التي تعرّف عليها خلال طفولة اكتنفتها رعاية رسّام الأيقونات المعروف خالد حبيبي، والتراث الأدبي، فصنع ذلك منه رمزًا هامًا وجعله شخصية أساسية في حركة "الحروفية" خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث وظّف النص العربي كشكل أسلوبي حداثي. مع ذلك، فإن خلفيته كمؤرخ، ليس فقط في الفن ولكن أيضًا في مجالات العلوم والكتاب المقدّس والأساطير، كانت مصدر إلهام لممارساته الفنيّة. وعلى هذا النحو، يجمع فنه بين حكايته الشخصية وبحوثه الأكاديمية والتاريخ والتعددية في الشرق الأوسط، ليصوغ جميع هذه العناصر في سطور السرد العالمي.

عفيفة لعيبي

بدأت الفنانة التشكيلية العراقية المتميزة عفيفة لعيبي الرسم منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن يبدو أن اسمها أصبح معروفًا تدريجيًا في أوساط المشهد الفني الإقليمي فقط خلال الأعوام القليلة الماضية.

صفوان داحول

أحد الفنانين الذين أجريت معهم مقابلة خلال فترة الإغلاق ضد تفشي فيروس كوفيد-19 في عام 2020 هو الفنان التشكيلي السوري المعروف صفوان داحول الذي تمتد مسيرته المهنية لما يزيد عن ثلاثة عقود. ونظرًا لعدم إمكانية إجراء المقابلات وجهًا لوجه في ذلك الوقت، تحدثنا معًا على الهاتف، في ضوء معرضه بـ"غاليري أيام" في دبي والذي كان قد تم افتتاحه حديثًا حينها. حمل إلي الهاتف صوته لطيفًا، هادئًا، يبعث على الطمأنينة في وقت ساد فيه حالة من غياب اليقين وعدم وضوح المستقبل، هذا اللطف أيضًا تسلل إلى لوحاته وتخللها ليبث فيها الحياة.

سامية حلبي

وُلدت الفنانة الفلسطينية سامية حلبي في القدس عام 1936 ومارست الرسم لما يزيد عن ستة عقود. وكحال معظم الشخصيات الفنية البارزة والموهوبة، بدأ شغف حلبي بالفن منذ الطفولة وبتشجيع من عائلتها. وفي مقابلة سابقة، أخبرتني حلبي أنها كانت تصنع فُرَش الرسم من ريش الدجاج وبدأت مسيرتها الفنية برسم بورتريهات لأختها وأصدقائها.

حسين ماضي: عندما تصبح الحياة فنًا

يُقدّم حسين ماضي أعمالًا تفيض بالحياة، وتتميز لوحاته ومطبوعاته- سواء كانت بورتريهات أو زخارف تجريدية –بضربات فرشاة إيمائية جريئة وتكوينات لونية زاهية تجعلها تنبض بإيقاع راقص، ويصنع أشكالًا هندسية، غالبًا ما تُشبّه بفن بيكاسو التكعيبي أو فن قصاصات ماتيس، ذات طابع نحتي فريد؛ مما يجعل موضوعاته أكثر قربًا إلى الحياة (مثل عمله دون عنوان، 2000). ويُفضل الفنان اللبناني حسين ماضي تجسيد أشكال الكائنات الحيّة – من الطيور المُحلّقة (الطيور، 2011) والثيران والأحصنة المُروّضة إلى العنصر البشري في البيئات المحلية المختلفة (دون عنوان، 2012) والمشاهد الريفية (نبتة تجريدية، 2001)، فحتى أعماله ذات الطابع التجريدي الواضح تُجسّد الحيوانات بأشكال وخطوط بسيطة (دون عنوان، 2005). تحاكي الخطوط السوداء التي تميل وتنحني بانسيابية في أعمال ماضي الخط العربي، ويعكس توظيفه للأشكال التماثلية والزخارف المتوازنة والمتوافقة في التكوين أسس الفن والعمارة الإسلامية، وقد تأثر الفنان بإيمانه القوي بأن "الله أبدع في فضاء متميز بالاختلاف، لكنه يتشابه مع العناصر الكونية".

جبر علوان

ولد الفنان التشكيلي جبر علوان عام 1948، وينحدر من بلدة ريفيّة صغيرة بالقرب من مدينة بابل العتيقة التي لطالما نهل من نبع إلهامها المبدعون، على مر الأجيال، من مهندسين معماريين ومؤرخين وفنانين من بينهم جبر علوان صاحب الرؤية والمبدع الذي أخذت موهبته تتأصل وتنمو منذ الصغر، فكان يقضي ساعات طفولته يصوّغ الطين المترامي على ضفاف النهر ليُشكّل منه تماثيل صغيرة، فاستكشف الأطلال في أعماله وأطلق العنان لمخيلته صانعًا صور تنبض بماضي الأماكن المجيد. حمل علوان إرث بابليون معه عند انتقاله إلى بغداد عام 1966، حيث التحق هناك بمعهد الفنون الجميلة لدراسة النحت، فكان النحت آنذاك شغفه الأساسي والذي اشتعل توقُدًا عقب وصوله عاصمة العراق التي عرّفته بأعمال الفنان العراقي جواد سليم.

قصص

شيخة المزروع في حوار مع أسماء الشبيبي

كان عامًا حافلًا بالنسبة لكِ منذ أن تم تكليفك من قبل معرض أكسبو 2020، حيث قمتي بعرض عملين فنيين عامين في العلا بالسعودية وعمل فني واحد ضمن معرض "Frieze Sculpture" (والذي سيُعرض قريبًا/تم عرضه مؤخرًا). ما هو أول عمل فني عام قُمتي بتقديمه؟ أول عمل فني عام لي كلفني به الصندوق العربي للفنون والثقافة (آفاق) في دبي عام 2015 برعاية أماندا أبي خليل. قدمتي، في معرض Frieze، منحوتة يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار وعرضها متر ونصف. عندما بدأت مسيرتك كفنانة، هل تصورتي أنك ستقدمين عمل فني بهذا الحجم؟ أعمالي الفنية، لا سيما المنحوتات المعروضة بالأماكن العامة، تستجيب إلى الموقع الذي تسكنه. لا أعتقد أن العمل الفني يهتم بالأبعاد بل هو بالأحرى استجابة للمشهد.

باية التي أعرفها

بصفتي جزائرية تعتز بهويتها، وكوني ورثت عن أبي شغف بالفنون صاحبني طوال حياتي، كان أمرًا طبيعيًا أن أنشأ على معرفة وحب أعمال باية التي بدت مألوفة كظاهرة طبيعية حيث تزيّنت بها جدران العديد من منازل العائلات الجزائرية من الطبقة البرجوازية والتي اعتدت التردد عليها خلال نشأتي فأنطقت الجدران الصماء حيوية. خلال سنوات شبابي، كانت الجزائر العاصمة مدينة برجوازية ومحافظة جدًا، ولهذا السبب فتنتني الأعمال الفنية الدافئة والزاهية لهذه الفنانة الجديدة التي كانت ترسم وتصنع اللوحات بروح الطفولة.

مجموعة مقتنيات الخير

تتباين اهتمامات جامعي القطع الفنيّة ما بين البحث عن الأعمال في إطار النوع أو "الوسط" الفني الواحد وانتقاء القطع الفنيّة التي تناسب التصنيفات الأوسع. يُعد تَطوّر المجموعة الفنية عملية عضوية تبدأ بشكل عفوي من رسم أولي (اسكتش)، ثم بضع ألوان مائية، ورسم مثير للاهتمام، ثم تكوين آخر أكثر جديّة. لا أحد يعرف بالضبط متى تبدأ الحمى، كذلك بالنسبة للسيد منذر خير، لا يستطيع أحد أن يُحدد على سبيل الدقة متى تحولت عملية شراء الأعمال الفنيّة من هواية عرضية إلى أسلوب نمطي جاد لجمع الفنون، لكن بمجرد أن تذوّق خير حلاوة الفن، لم يتوقف شغفه به؛ فالنسبة له، أصبح الحصول على كل عمل فني جديد مطلبًا حتميًا لتمامية مجموعته.

كشف كائنات العزلة للفنان سبهان آدم

سبهان آدم هو فنان سوري تخريبي غير نمطي غزير الإنتاج. لأكثر من عشرين عامًا، حظي آدم بشهرة واسعة حيث عُرف بإنتاجه الغني من الأعمال الفنية المميزة جدًا وغير المألوفة، وله تجارب إبداعية فياضة لا يُمكن اختزالها في نوع واحد من أنواع الفن إذ يتربع على عرش عالم من صناعته.

تطور في الأسلوب: أعمال ضياء العزاوي في مقتنيات دبي

تُقدّم أعمال ضياء العزاوي التي تعرضها "مقتنيات دبي" لمحة جذابة توثّق المحطات والتطورات الأساسية في مسيرته التي انطلقت في بداية الستينيات من القرن العشرين. وُلد العزاوي في بغداد عام 1939، وحمله استكشافه المستمر واللامحدود للفن إلى التحليق في سماء الرسم والنحت وأعمال الطباعة والتصميم الجرافيكي والفن الرقمي ومساحات الفن الأخرى. متأثرًا بالتاريخ القديم والحديث والعصور الوسطى، استكشفت أنامل الفنان التاريخ الجمالي والثقافي والفلسفي لحضارات ما قبل الإسلام، وتطوّر تقاليد المخطوطات، وموروثات حكايا الأبطال والشهداء، وأصداء الشعر العربي القديم والحديث، وعالم الطبيعة. تغللت في ثنايا هذه التأثيرات، ربما بشكل حتمي، تجارب العزاوي الشخصية وتأملاته في قضايا الحرب والذاكرة ومرارة الظلم، وهي أمور ربما سكنت عالمه في منفاه عن وطنه ومسقط رأسه، العراق.

عندما تتحدث الصور، ماذا ستقول؟

"ماذا تريد الصور؟، إنه السؤال الذي عبر عنه دبليو. جاي تي ميتشيل في كتابه الذي يحمل نفس العنوان في عام 2005. وهو السؤال الذي يؤكد المفهوم القائل بأن للصور آفاقًا وتأثيرات تتجاوز نوايا مبدعيها ومتلقيها. يقول ميتشيل : "بشكل مجازي، يمكننا القول بأن السؤال الذي يجب علينا طرحه على الصور ليس فقط "ما الذي تعنيه الصور؟" بل "ما الذي تريده الصور؟" أي "ما التأثير الذي تريد إحداثه فينا؟ وكيف نستجيب نحن لهذا التأثير؟". والإجابة على هذا السؤال تتطلب منا أن نسأل أنفسنا أولًا "ما الذي نريده نحن من الصور؟". وتعبر كل هذه الأسئلة عن العلاقة المتبادلة التي تربط بين الصور والبشر، وكيف تعبر عن آفاقهم ورغباتهم. فالصور تخبرنا عن العالم الذي نعيش فيه بطرق متعددة.

عمق السطح: الفن الحديث والمعاصر للعالم العربي

ندخل العمل الفني عن طريق القوارب، في نهر هادئ متدفق يتعرج قطريًا في الزاوية اليسرى من اللوحة القماشية. على جانبي النهر، تعانق الأشجار الطويلة - التي يشير إلى وجودها التاريخي اتساع محيط جذوعها - الممر المائي؛ رقصها الرقيق مع ضوء الشمس الذي يغمر النهر في بقع نابضة بالحياة من درجات الأخضر والأزرق والبرتقالي والأحمر. ويقع خلف الأشجار، صف من المباني البنية ذات النوافذ الكهفية الداكنة يوجه عين المشاهد على طول النهر وإلى نقطة التلاشي من على مسافة بعيدة. وتخلق هذه العناصر - الممر المائي المتعرج، والأشجار التي تمتد لأعلى لتلتقي بإطار اللوحة القماشية، والهياكل المعمارية التي تتعرض للتأثيرات الجوية بمرور الوقت - معًا عملاً فنيًا يتسم بالعمق الهائل الذي يحرك عين المشاهد عبر اللوحة القماشية: رحلة بصرية تعكس الرحلة المادية المقترحة للمياه التي هي موضوع هذا المشهد.

"وراء كل مجموعة فنية ... حكاية": امرأتان سوريتان تنجحان في مشاركة تراث بلادهما الفني مع العالم

"الفن الذي لا يراه أحد، يذبل ويموت": خالد عيد السماوي وابنته مايا حول "مجموعة السماوي" بين الأمس والغد

سؤال ملح يؤرق جميع سكان دبي المغتربين عن أوطانهم: كيف يمكن للمرء أن يجد الاستقرار في مكان جديد، وفي أحيان كثيرة، غريبًا عنه؟ كيف يمكن له بالم عنيين المادي والشعوري أن يخلق "وطنًا بعيدًا عن وطنه"؟

دبي حاضنة المقتنيات الفنية: نظرة على العقدين الأخيرين

نجحت دبي في أن تغدو عاصمة للفن المعاصر وأيقونة تحتضن شتى أنواع الفنون وملاذًا ملهمًا للفنانين وعشاق الفنون من شتى بقاع الأرض وأرضية ثقافية وفنية مهمة، من خلال إنشائها للمشروعات الهادفة للربح على مدى العقدين الأخيرين، مواكبةً لاتجاهات القطاعات الثقافية والفنية حول العالم لولوج عالم التجارة. ما جعل السوق الإماراتية سوقًا فنية مهمة، تستقطب كبار المهتمين والباحثين في عالم الفن. وأسهمت صالات المزادات العالمية ومؤسسات الفنون إسهامًا كبيرًا في تحقيق هذه الإنجازات المبهرة، ولا سيما صالة كريستيز للمزادات التي تصدرت المشهد جنبًا إلى جنب مع مهرجان آرت دبي. ومع توسيع نطاق الأنشطة والمجالات الفنية الحالية أو "تصدير" النماذج الفنية التجارية المعروفة التي وُلدت في العواصم الثقافية الغربية، وجدت هذه المنظمات في دبي أرضًا خصبة لتحدي الأطر والقوالب القائمة لتقديم الفنون غير الغربية، مما أدى في النهاية إلى تغيير مفهوم ما يعنيه الفن بكونه "عالمي.

الشرق الأوسط يلتقي مع الشرق الأقصى: كيف نجحت جامعة الأعمال الفنية سنو فينان لي في بناء جسور بين الشرق الأوسط والصين ركائزها من الفن

لقد كان وباء كورونا أثر إيجابي على جامِعة الأعمال الفنية الصينية سنو لي، فقد أصبحت أكثرًا انشغالًا من أي وقت مضى، حيث انخرطت في جمع ودعم المشهد الفني في الشرق الأوسط.

مجموعة تجارية للأعمال الفنية تغير وجه عالم الفن في الإمارات

تهدف مؤسسة "مقتنيات أ.ر.م. القابضة الفنية"، إحدى المؤسسات التجارية الرائدة في المجال الفني بالإمارات، إلى تعزيز الابتكار والتناغم بين المجتمع من خلال الفن

نظرة إلى الماضي: تاريخ جمع الأعمال الفنية في دبي

إن اقتناء و جمع الأعمال الفنية حالة ضاربة بجذورها في أعماق الثقافة الإسلامية. فبجانب العائلات الحاكمة، يهتم الكثير من جامعي الأعمال الفنية بدبي بتشكيل مجموعات فنية خاصة ذات طابع إسلامي، مثل: مجموعة مهدي التاجر التي تقتني المصنوعات الفضية العتيقة والسجاد الشرقي والمخطوطات الإسلامية. وقد اتجه العديد من جامعي الأعمال الفنية المعاصرة المرموقين مؤخرًا إلى شراء المقتنيات إسلامية الطابع، وذلك لأنها عادة من العادات والتقاليد التي ورثوها عن أجدادهم.

نبذة عن "مقتنيات دبي"

على الرغم من عدم وجود متاحف مخصصة للفن المعاصر في عدد من الدول مثل "دبي" إلا أن هذا النوع من الفنون يظهر بشكل ملفت في منازل المثقفين واستوديوهات الفنانين وأرشيفات المعارض الفنية التي أصبحت تعتبر بمثابة منصة تتيح للمبدعين خلق آفاق فنية جديدة. ولم تخط دبي أولى خطواتها تجاه الطفرة الفنية الحالية إلا بفضل المبادرات الفردية التي تبناها عشاق الفن والإبداع، ليتبع بعد ذلك كلا القطاعين، الخاص والعام، هذا النهج المتميز والحافل بالمبادرات الفنية الرائدة التي ساهمت في بناء بنية دبي الفنية الفريدة والمبتكرة، وعلى الرغم من تصدر "مقتنيات دبي" لرأس هذه المبادرات العظيمة، إلا أن حصر اسم المبادرة في “دبي" فقط لا يعكس عمقها وأصالتها، حيث تجمع المبادرة تحت مظلتها عبق وأصالة الفن على مدار مختلف العقود والحضارات ليس فقط قصة مجموعة أو مدينة واحدة. وتعتبر "مقتنيات دبي" بمثابة محطة تجمع في ثناياها عبق وأصالة الفنون المختلفة وتقدم دبي للعالم كوجهة رائدة للفنون.

آرت دبي الحديثة ٢٠٢٢

الغوص في أغوار العمل الفني

الغوص في أغوار العمل الفني - جاذبية سرّي عائلة مفقودة

تُصوّر لوحة "عائلة مفقودة" (1960) خمسة شخوص يتوهج بهم فضاء اللوحة وخلفيتها المكونة من أشكال هندسية جذابة، تتوسطها امرأة جالسة، يمتد جسدها بطول اللوحة ليُلامس رأسها وقدماها قطبي اللوحة، يقف أمامها صبي صغير عاقد يديه خلفه وقدمه تلتصق بالأخرى بإحكام، وعلى يمينها أيضًا يقف صبي آخر أكثر طولًا، جسده فارع يمتد نحوها وكفه مبسوط وممدود، وعلى يسارها تجلس امرأة تكبرها سِنًّا تحمل طفلًا صغيرًا وقد غلّف وجههما ظلامًا شبحيًا.

الغوص في أغوار العمل الفني: منى السعودي ما يوجد في الحلم

قطعة مستطيلة الشكل من اليشم المنحوت تتربع فوق قاعدة رخامية بيضاء ملساء، ألوانها غنية ومزدهرة تُلاحقها أطياف من الظلال التي تتدرج من عمق اللون الأخضر والرملي إلى البني الداكن، تدور داخل الحجر في حركة دوامية وكأنها تيارات نهر. يقف الشكل عند حواف حادة الزاوية من اليسار وعلى اليمين انحناءات تصنع موجة متعرجة، بينما تخترق دوائر صغيرة قلب العمل لتوجه التركيز إلى الفضاء السلبي المحيط.

الغوص في أغوار العمل الفني- هيلين الخال في نقطة السكون من العالم الدوّار

يُصوّر هذا العمل غير المُعنون الذي قدّمته الرسّامة هيلين الخال (1923-2009) في عام 1969 مساحات خضراء شكّلتها طبقات متعددة بدرجات باهتة. تفاصيل هذه اللوحة القماشية ذات الحجم المعتدل تكشف عن ضربات فرشاة ثابتة ومحسوبة تصوّر حقول ضبابية يتمدد فيها اللون الأخضر الداكن مُحتلًا أفق اللوحة وعرضها، متقدّمًا نحو المستطيل الدائري أسفل اللوحة في تلاشي يُغيّر الداكن إلى درجات لونيّة أفتح وأكثر إشراقًا، وكأنه رسم لزمرد متوهّج.

الغوص في أعماق العمل الفني: الفنانة سعاد العطّار عمل متوازن

تُصوّر اللوحة مشهد لا يُفارق الذاكرة لامرأتين طويلتي القامة بحجاب رأس مُرسل تقفان جنبًا إلى جنب، إحداهما تتشبث بشمعة طويلة وتتعلق الأخرى بذراعها في نسق متوازن. على يسار اللوحة، تحمل المرأة ذات الرداء الأرجواني سلة على ذراعها وعلى كتفها طفل يتكئ بذراعيه ورأسه على رأسها وقد بدى نائمًا، وعلى يمين اللوحة تُحدّق المرأة ذات الرداء الأخضر أمامها بنظرة شاغرة وموحشة وقد أمسكت بشمعة طويلة بين راحتي يديها. تقف أمام المرأتين فتاة صغيرة لها عينان واسعتان وشعر أسود قصير، ردائها منقط يزهو باللون البرتقالي، تُحدّق هي الأخرى في الفضاء أمامها.

نزيهة سليم دفئ قدح من الشاي وأحضان الأم

يُصوّر هذا العمل الفني غير المعنّون للفنانة نزيهة سليم (1927-2008) -والذي رسمته في عام 1996- مشهدًا ينبض بالحياة تجتمع فيه أربع نساء عراقيات حول طاولة، يرتدين الحجاب وملابس زاهية الألوان وعباءة مُسدلة داكنة اللون، مما يوحي بأنهن في مكان لا يتسم بالخصوصية. بطلة هذه اللوحة هي امرأة متكئة، تُرضع صغيرها، كاشفة صدرها بينما يحجب عنها غطاء رأسها نظرات النساء اللاتي يجلس خلفها على مقربة منها.

هوغيت كالان

"ركبتاي تؤلماني، إنني أتقدم في السن مثل روسينانتي"

الرعاة

فيديو

ﺟﻠﺳﺔ ﺣوار ّﯾﺔ: "ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻘﺗﻧﯾﺎت اﻟﻔﻧ ّﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ: ﻣﻧظورات إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ."

حياة مهنية