من أجل العشق أم المال: فن جمع المقتنيات
- مؤلف
- بقلم: لورا إجيرتون
- نشرت
- 9 يونيو 2023
في النهاية، الأعمال الفنيّة التي تم جمعها والتي كُتب عنها نتيجة لاختيارها للمشاركة في المعارض، ومن ثم توثيقها، هي بمثابة الموروث الذي سيتم الحفاظ عليه للأجيال القادمة. أدرك هذا الأمر كبار جامعي الأعمال الفنية من الإمارات وأصبحوا نموذجًا يحتذى به. انظر على سبيل المثال إلى نتاج العمل المتواصل رفيع المستوى الذي يقوم به سلطان سعود القاسمي حيث اجتهد في الترويج لأعمال فنانين من العالم العربي بمنظور شمولي من خلال مؤسسة بارجيل للفنون، وحرص على سد الفجوات في المجموعات الفنيّة المؤسساتية، كما عمد إلى تشجيع المنح الدراسيّة والمبادرات التعليمية في مدن حول العالم من خلال مجلسه الثقافي. بادر رواد آخرون بتشكيل مجموعات مقتنيات ذات أهميّة، والتي يُمكن الاطلاع عليها الآن عبر شبكة الإنترنت، ومنها مجموعة المقتنيات الفنيّة الكبيرة لمعالي زكي نسيبة والتي تعرض أعمال فنيّة من شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا من خلال متحف الفن الخليجي، وكذلك مجموعة محمد أفخمي التي تُركّز على الفن الإيراني ويُمكن مشاهدتها على الموقع الإلكتروني iii.art.
" اِشْتَرِ ما تُحب". غالبًا ما يُشكّل هذا الشعار أول نصيحة تُقدّم لأي شخص يُعرب عن رغبته في شراء عمل فني، وعادةً ما تتبعه مقولة أخرى تسبب نفس القدر من الحيرة: "لا تشتري الأعمال الفنية سعيًا لكسب المال"، لكن ما مدى سهولة تحقيق ذلك بشكل صحيح وأن يُفهم حقًا معنى عبارة "يجب أن يُعبّر العمل الفني عما يُهمك"؟ لا توجد معايير أو مؤهلات محددة مطلوبة لكي تصبح جامعًا للأعمال الفنية أو راعيًا للفنون، ولا يتطلب الأمر الحصول على مؤهل جيّد من جامعة مرموقة أو إتمام دورة تأسيسية ما في إحدى كليات الفنون، كما أن المراجع القوية أو الأدلة على زيارة المتاحف الرائدة حول العالم ليست شرطًا أساسيًا، وإن كانت هذه الأمور جميعها تعتبر مفيدة. بل وليس من الضروري أن تُعلن عن وضعك المالي، بيد أن دور المزادات والمعارض الفعالة ستعمد إلى إجراء البحث اللازم. من نواحٍ كثيرة، يُتيح هذا الوضع القيام بدور هو الأكثر تحررًا والأكثر أهميّة في عالم الفن، لا سيما في سوق جديد مثل المشهد الفني الذي بدأ يظهر في دبي خلال العقدين الماضيين.