ص⋅ع⋅ا

صلاح عبد الكريم

مصر (19251988)

نال صلاح عبد الكريم، الرسام والنحات والفنان المشهور عالميًا، جوائز لا حصر لها، من بينها تنويه فخري لمنحوتاته الرائعة "صرخة الوحش" في بينالي ساو باولو عام 1963، كما أنه لا يزال الفنان العربي الوحيد الذي ظهر إلى جانب بيكاسو في موسوعة الفن والرجل للناشر الشهير لاروس. إن مخزونه الإبداعي الفائق هذا والذي يمتد ليشمل نطاقًا واسعًا من الوسائط التركيبية التي تعكس أسلوب دافنشي والتي نادرًا ما تُرى، يضعه بالتأكيد في فئة خاصة به وبين المواهب الأكثر تأثيرًا وإبهارًا في جيله وما بعده.

ونظرًا لمجموعة أعماله المتعددة الأوجه التي لم يسبق لها مثيل، يعتبره جاليري سفرخان من أكثر الفنانين تنوعًا في مصر. لم يمض وقت طويل قبل أن تكلفه العديد من الحكومات والمؤسسات والشركات بتصميم وإنشاء اللوحات الجدارية والجداريات والشعارات التي زيّنت جدرانها وجعلت رؤاها تنبض بالحياة. تُعدّ أعماله العامة تلك جزء من أعماله المتنوعة التي تضمنت أيضًا النحت الخشبي والمعدني، والرسم بالزيت والألوان المائية، وديكور المسرح وتصميم الأزياء، ومجموعة كبيرة من الرسومات المذهلة بالحبر والقلم الرصاص.

يتم الاحتفاء بعبد الكريم لقدرته البارعة على ترجمة ونقل القصص إلى أشكال توضيحية أكثر إبداعًا وتعبيرًا، هذا إلى جانب أسلوبه الفني الاستثنائي حقًا القائم على البساطة المصقولة، وأصالة التراكيب، والدقة متعددة الأبعاد التي في كثير من الحالات تجمع الدقة الهندسية بالعناصر الجمالية.

كما أنّ المجموعة الواسعة والمتميزة لمآثر عبد الكريم الفنية تُزاوج أيضًا بين الأناقة الراقية للمدارس الأوروبية الكلاسيكية التي انغمس فيها، والحافز الإبداعي العريق الذي لا يمحى وينبع من الفن الفرعوني الذي كان شريان حياة لمصر التي عرفها وعشقها. وللأسف الشديد، بات عبد الكريم ضحية لعبقريته حيث أنه فقد بصره في نهاية مسيرته المهنية التي أنتجت أعمال إبداعية شملت مجموعة مذهلة من المنحوتات الرائعة المصنوعة من قطع غيار السيارات القديمة والخردة المعدنية.

(المصدر: جاليري سفرخان، القاهرة)