اشتهر الفنان والمهندس المعماري المُقيم في بيروت، مازن الرفاعي، بقدرته على تجسيد وهج مدينته بعلبك، وعلى مر السنين، ظل يستسقي إلهامه من ينابيعها الدائمة، فصوّرها في لوحات صغيرة الحجم بضربات فرشاة سميكة تجوب وتفيض في آفاق وفضاء اللوحة القماشية، وغالبًا ما تُقاطعها في منتصف الطريق طبقات لونية غزيرة تتدفق في تدرجات من الباستيل إلى الأزرق الليلي. يدين الفنان بانتقاله فنياً إلى منطقة بعيدة عن الوهم في تصوير المشاهد الطبيعية إلى تراث حداثي في اللوحة اللبنانية، وغالباً ما يُعتبر الفنان صليبا الدويهي أستاذ هذا الشكل من الرسم. وعلى الرغم من أن المناظر الطبيعية التي يُصوّرها الرفاعي تختلف شكليًا عن أعمال الدويهي، إلا أن هناك تشابهًا في النهج الذي اتبعه كلاهما من خلال التوجه نحو تجريدية تمحو الصفة الطبيعية وفي الوقت ذاته تحافظ على المرجعية.