أعمال كمال بلاطه تقف على شطري الفجوة التي تتسع أحيانًا بين الفكر الرياضي الدقيق وعدم الدقّة المراوغة التي تتصف بها الجمالية التجريدية. منذ البداية، جَمَع بلاطه بين اهتمامه بالأيقونات الدينية، التي تعرّف عليها خلال طفولة اكتنفتها رعاية رسّام الأيقونات المعروف خالد حبيبي، والتراث الأدبي، فصنع ذلك منه رمزًا هامًا وجعله شخصية أساسية في حركة "الحروفية" خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث وظّف النص العربي كشكل أسلوبي حداثي. مع ذلك، فإن خلفيته كمؤرخ، ليس فقط في الفن ولكن أيضًا في مجالات العلوم والكتاب المقدّس والأساطير، كانت مصدر إلهام لممارساته الفنيّة. وعلى هذا النحو، يجمع فنه بين حكايته الشخصية وبحوثه الأكاديمية والتاريخ والتعددية في الشرق الأوسط، ليصوغ جميع هذه العناصر في سطور السرد العالمي.