Courtesy of Elmarsa Gallery Tunis/Dubai

بايا

الجزائر (19311998)

قصص

باية التي أعرفها

بصفتي جزائرية تعتز بهويتها، وكوني ورثت عن أبي شغف بالفنون صاحبني طوال حياتي، كان أمرًا طبيعيًا أن أنشأ على معرفة وحب أعمال باية التي بدت مألوفة كظاهرة طبيعية حيث تزيّنت بها جدران العديد من منازل العائلات الجزائرية من الطبقة البرجوازية والتي اعتدت التردد عليها خلال نشأتي فأنطقت الجدران الصماء حيوية. خلال سنوات شبابي، كانت الجزائر العاصمة مدينة برجوازية ومحافظة جدًا، ولهذا السبب فتنتني الأعمال الفنية الدافئة والزاهية لهذه الفنانة الجديدة التي كانت ترسم وتصنع اللوحات بروح الطفولة.

عمق السطح: الفن الحديث والمعاصر للعالم العربي

ندخل العمل الفني عن طريق القوارب، في نهر هادئ متدفق يتعرج قطريًا في الزاوية اليسرى من اللوحة القماشية. على جانبي النهر، تعانق الأشجار الطويلة - التي يشير إلى وجودها التاريخي اتساع محيط جذوعها - الممر المائي؛ رقصها الرقيق مع ضوء الشمس الذي يغمر النهر في بقع نابضة بالحياة من درجات الأخضر والأزرق والبرتقالي والأحمر. ويقع خلف الأشجار، صف من المباني البنية ذات النوافذ الكهفية الداكنة يوجه عين المشاهد على طول النهر وإلى نقطة التلاشي من على مسافة بعيدة. وتخلق هذه العناصر - الممر المائي المتعرج، والأشجار التي تمتد لأعلى لتلتقي بإطار اللوحة القماشية، والهياكل المعمارية التي تتعرض للتأثيرات الجوية بمرور الوقت - معًا عملاً فنيًا يتسم بالعمق الهائل الذي يحرك عين المشاهد عبر اللوحة القماشية: رحلة بصرية تعكس الرحلة المادية المقترحة للمياه التي هي موضوع هذا المشهد.